في قلب إسطنبول، حيث تتقاطع طبقات التاريخ مع نبض الحياة العصرية، تبرز جامعة إسطنبول توبكابي كقوة صاعدة في التعليم العالي التركي. كانت تُعرف سابقًا باسم جامعة أيْفَنْسَرَاي، إلى أن تبنّت اسمها الجديد في عام 2022، في خطوة تعكس رؤيتها المتوسعة وارتباطها العميق بالنسيج الثقافي لتركيا. ورغم حداثة تأسيسها في عام 2016، إلا أنها أثبتت نفسها بسرعة عبر الابتكار، والشمولية، ونهج أكاديمي معاصر يجمع بين المعايير العالمية والقيم المحلية.
ما يميز جامعة توبكابي حقًا هو موقعها وهويتها الفريدة. تنتشر أحرمها الجامعية في مناطق إسطنبول الحيوية مثل بالاط، وشيشلي، ويِني بوسنا، مقدّمةً للطلبة تجربة تعليمية مميزة تجمع بين عبق التاريخ وحداثة المدينة. في شوارع بالاط المرصوفة بالحجارة، يتردد صدى قرون من التاريخ، بينما توفّر قاعات يني بوسنا الحديثة بيئة تكنولوجية متطورة تعزز العملية التعليمية. إن هذه المواقع لا تستضيف الصفوف فحسب، بل تُشكّل فضاءات تعليمية حقيقية حيث يمتزج التعليم بالحياة اليومية.
ترتكز رؤية الجامعة على أن تصبح مركزًا للفكر المعاصر، والإبداع، والتكامل الثقافي. وقد تميزت بأقسامها في الفنون، والتصميم، والعلوم الاجتماعية، إلى جانب برامج قوية في إدارة الأعمال، والهندسة، والتكنولوجيا. تجمع الجامعة بين الصرامة الأكاديمية والوعي الثقافي، وتهدف إلى تخريج طلاب جاهزين مهنيًا، وواعين اجتماعيًا، ومنفتحين عالميًا.
وتعتمد الجامعة على هيئة تدريس تضم نخبة من الأكاديميين والخبراء، وعلى بيئة تعليمية تدمج التكنولوجيا الحديثة بالتفاعل العملي. إذ تم تجهيز القاعات والمختبرات—التي يزيد عددها عن 34 مختبرًا—بأحدث الأدوات التي تعزز من فاعلية التعليم. كما توفر مكتبات الجامعة مصادر أكاديمية غنية تدعم مختلف التخصصات.
ولا يقتصر التعلم في جامعة إسطنبول توبكابي على القاعات الدراسية؛ فالحياة الطلابية فيها نابضة بالحيوية والشمول. مع أكثر من 60 نادٍ طلابي، يجد الطلاب فرصًا واسعة لتطوير أنفسهم، سواء من خلال الفعاليات الثقافية، والبطولات الرياضية، والمبادرات الريادية. كما تتيح الجامعة فرص الدراسة في الخارج ضمن برامج مثل Erasmus+، حيث يقضي العديد من الطلاب فصولًا دراسية في جامعات أوروبية مرموقة.
وبفضل اعتمادها الأوروبي واعترافها في عدة دول عربية، تواصل جامعة إسطنبول توبكابي تعزيز سمعتها وانتشارها الدولي. وبمزيجها الفريد من العمق الثقافي، والتميّز الأكاديمي، والاهتمام بالطالب، تشكل خيارًا مثاليًا للراغبين في تجربة جامعية حديثة، ذات مغزى، ومتصلة بالعالم، في واحدة من أكثر مدن العالم سحرًا وحيوية.